تبدأ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فعاليات الصوم الكبير الأكثر نُسكًا في الكنيسة القبطية والذي يُطلق عليه “الصوم الأربعيني”، وتتراوح مُدته 55 يومًا متتالية، يبدأ يوم الإثنين 24 فبراير 2020م، ويختتم فى ليلة سبت النور، ليحتفي الأقباط بعيد القيامة في 19 أبريل المقبل.
ويُعد “الصوم الكبير” من أصوام الدرجة الأولى، يمتنع خلالها الأقباط عن تناول جميع المنتجات الحيوانية والأسماك والألبان ليكتفوا بالأكلات النباتية فقط، وينقسم الصوم لـ7 أسابيع أو “7 آحاد”، أقدسهم لدى الكنيسة وأكثرهم نُسكًا هو الأسبوع الأخير من الصوم، والذي يطلق عليه أسبوع الآلام،
ويكرس البعض من الأقباط فترة الصوم الإنقطاعي يوميًا للصلاة والقداسات الإلهية ، وهذا الصوم الإنقطاعي طوال فترة الصوم يمتنعون فيه عن الطعام والشراب لفترة معينة، وهذه الفترة من الإنقطاع عن الطعام تختلف من شخص لآخر، وذلك لأسباب كثيرة من بينها أن الناس تختلف في درجتهم الروحية، فهناك المُبتدئ الذي لا يستطيع أن ينقطع عن الطعام لفترة طويلة، وأكثر من هؤلاء الناسك الذي يستطيع أن يطوي الأيام صومًا، كما كان يفعل آباؤنا الرهبان و المتوحدون و السواح، والسبب الثاني هو أن الصائمون يَختلفون في سِنهم، فمستوي الطفل أو الصبي في الصوم، غير مستوي الشاب أو الرجل الناضج، غير ما يستطيعه الشيخ أو الكهل، وسبب آخر أنهم يختلفون في عملهم، فالبعض يقومون بأعمال تحتاج إلي مجهود جسدي كبير، والبعض أعمالهم مريحة يجلسون فيها إلي مكاتبهم بضع ساعات في اليوم، واحتمال هؤلاء للإنقطاع غير احتمال أولئك، كما وهناك نظام التدرج في الصوم، فقد يبدأ الصائم الأسبوع الأول من صومه بدرجة إنقطاع معينة، تزداد علي مر الأسابيع، حتى يكون إنقطاعه في آخر الصوم أعلي بكثير من نقطة البدء، وهذا التدرج نافع ويَنصح به الآباء الروحيون، علي انه قد يوجد حد ادني لهذا الإنقطاع، وربما يختلف هذا الحد الأدنى من صوم إلي آخر، فهذا الصوم الكبير يكون حده الأدنى أعلي من باقي الأصوام، والحد الأدنى في أسبوع الآلام يكون أعلي مما في الصوم الكبير نفسه، وفترة الإنقطاع عن الطعام يستفيد بها الإنسان روحيًا، فهي تكون فترة زاهدة ناسكة، يرتفع فيها تمامًا عن مستوي الكل وعن مستوي المادة وعن مستوي الطعام وعن مستوى الجسد، يقوم الأقباط بتزويد الصلوات والقداسات الإلهية وقراءات الكتاب المقدس وتلاوة المزاميز والتسابيح والألحان الطقسية.